لا يحدث إلا في الكويت..!

لا يحدث إلا في الكويت..!


صاحب الميداليات الأولمبية الأربع لم يتسلم راتب الاحتراف الجزئي منذ 9 أشهر


أطلق حمد العدواني البطل الأولمبي للمعاقين صرخة إلى جميع المسؤولين بالهيئة العامة للشباب والرياضة، من أجل صرف رواتب الاحتراف الجزئي له ولبقية زملائه اللاعبين التي لم يتلق منها دينارا واحدا منذ شهر أكتوبر من العام الماضي.
حزينا، مهموما، منكسرا، مشتت البال والذهن، تثاقلت عليه هموم الدنيا التي أقعدته جليسا على كرسيه المتحرك بعدما عجز عن تحريك الجزء الأسفل من جسده، ولكنه على الرغم من كل ذلك كان بطلا، شجاعا، تغلب على جميع الصعاب والظروف سواء النفسية أو البدنية بصفته رجلا معاقا، في سبيل نهضة وطنه ورفعته، بل وساهم في عزف النشيد الوطني لدولته الحبيبة في كبرى المحافل العالمية، وتمكن من تحطيم الرقم الأولمبي في أولمبياد أثينا عام 2004، محققا بذلك أول ذهبية كويتية في ذلك المحفل العالمي على الرغم من إهمال وتجاهل المسؤولين عن الرياضة في بلده، إنه البطل الأولمبي حمد ناصر العدواني صاحب الـ 4 ميداليات، إحداها كانت في أولمبياد سيدني والبقية كانت في أثينا.
لا تكريم لائقاً ولا رواتب
العدواني الذي وجدته 'الجريدة' يسير في أروقة النادي الذي قضى فيه ما يزيد على 15 عاما، أعرب عن أسفه وحزنه الشديدين ليس لأنه لم يكرم بالشكل اللائق من قبل المسؤولين عن الرياضة الكويتية على جميع الإنجازات التي سطرها للكويت، والتي كان آخرها في منتصف شهر يوليو الماضي بعدما حصد 3 ذهبيات للكويت في البطولة الدولية في تونس، وهي إحدى البطولات التابعة للاتحاد الدولي للعبة IBC، متأهلا بذلك لبطولة العالم التي ستقام نهاية العام المقبل في مدينة كريسنج النيوزيلندية، وهو الأمر الذي حدث فعلا، بل لأنه لم يتسلم هو وبقية زملائه اللاعبين رواتب الاحتراف الجزئي منذ شهر أكتوبر من العام الماضي أي منذ 9 أشهر.
تفاءلنا خيراً ولكن...
وقال العدواني إن الهيئة العامة للشباب والرياضة قررت تطبيق قانون الاحتراف الجزئي على النادي الكويتي للمعاقين بعد مضي عام من تطبيقه على الأندية الكويتية، وأضاف العدواني أنه شعر بسعادة كبيرة هو وبقية زملائه اللاعبين بتطبيق هذا القانون، خصوصا أن هنالك عددا من اللاعبين من غير محددي الجنسية (البدون)، وهم يلعبون في المنتخب الوطني ولا يتلقون أي مساعدات من الحكومة، وتابع العدواني انه مع التأخر في عملية صرف رواتب الاحتراف الجزئي، توجه عدد من المعاقين بسؤال إلى المسؤولين عن النادي الذين أجابوا 'ان الهيئة لم تقم بصرف رواتبكم'، وأوضح العدواني أنه هو وبقية زملائه المعاقين منذ شهر أكتوبر الماضي وهم ينتظرون وعود المسؤولين بنادي المعاقين والهيئة بصرف رواتب الاحتراف، واصفا تلك الوعود بمنزلة الإبر المخدرة لتهدئة الوضع، مضيفا أن الوضع بمنتهى الإجحاف بحق المعاق الذي لم يكفه الهم الذي أصابه على حد وصفه.
إنجازات المعاقين ليست سهلة
ورد العدواني على المسؤولين الذين يعتقدون بسهولة الإنجازات التي يحققها المعاق الكويتي بالقول: 'من يظن أن الحصول على ميدالية أولمبية سهل فليعد بالزمن إلى الوراء قليلاً وبالتحديد العام الماضي، وينظر ماذا أصاب منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة في أولمبياد بكين 2008 بعدما خرج خالي الوفاض'.
وتطرق العجمي إلى الظلم الذي تعرض له عندما حصل على ميدالية برونزية في أولمبياد سيدني 2000 بالتزامن مع أول ميدالية أولمبية كويتية في ذلك الوقت والتي أحرزت عن طريق الرامي الكويتي زيد الديحاني، حيث قال: 'في الوقت الذي كرم فيه الشخص السليم والحاصل على ميدالية أولمبية في سيدني بـ14 ألف دينار كويتي حصلت على مبلغ 290 دينارا كويتيا مكافأة للإنجاز الأولمبي'، وأضاف 'إن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فبعد أن حصدت ذهبية وفضيتين في أولمبياد أثينا كرمت بمبلغ 4200 دينار، في حين أن اللائحة كانت تنص على أحقيتي في الحصول على مبلغ 130 ألف دينار مكافأة لتلك الإنجازات التي حققتها'.
شتان بين التكريمين
واستشهد العدواني بالتكريم الذي يلقاه المعاق الكويتي في الخارج عندما منحت ملكة بريطانيا البطل نزار رمضان وسام الدولة بدرجة فارس في سنة 1986 لتسجيله رقما اسطوريا في سباق الـ 10 آلاف متر، بالإضافة إلى انه تم بناء تمثال مجسم له في ساحة مدينة الازبري التي أقيم فيها السباق، وفي الختام ناشد العدواني مدير عام الهيئة اللواء المتقاعد فيصل الجزاف حل مشكلة رواتب الاحتراف الجزئي، خصوصا أن المسؤولين بالنادي يؤكدون أنها لم تصرف من قبل الهيئة.


جريدة الجريده